امتحان تناغو - التحرير
وما دامت الجماعة تعيش حتى الآن الوهم أن البرلمان معطَّل وليس منحلا وأنها تتصرف باعتبارها حزب الأغلبية، بينما الانتخابات البرلمانية ملغاة وبينما هى تمتلك مجلس الشورى حيث مقر اللجنة التأسيسية وتتعامل مع المكان كأنه دوار العائلة الذى تتلقى فيه العزاء وتعقد فيه القران، فهى مستمرة فى طغيانها على اللجنة التأسيسية متصورة أنها الباب للفوز بأغلبية جديدة فى الانتخابات القادمة، ولم يظهر منذ فوز مرسى أى بادرة حقيقية من الجماعة للتنازل عن منهج المغالَبة، حتى دعوات الحوار المجتمعى إياها محض هراء يستهلك وقت البرامج المسائية بينما ينتهى أى حوار دائما لما يريده مكتب الإرشاد (لكن يبقى الأمل ما بقى العمل).
إحالة قضية التأسيسية الذى يعنى عمليا ترحيل القضية حتى الانتهاء من الاستفتاء على الدستور يمثل امتحانا أشد لمن يعتبرون أنفسهم ممثلين للقوى المدنية داخل هذه اللجنة، فليس أمامهم إلا طريقان:
الأول، أن يستمروا فى التذاكى والثقة التى ليس هناك ما يبررها إطلاقا بقدرتهم على تقديم دستور توافق وطنى، وهذا العناد المسكين الذى يبدو منهم كل مرة حين يكتشفون مدى تجاهل الإخوان لهم وتوريطهم فى مسودات ومواد ومؤتمرات، فيتصنعون الغضب ثم تهدأ نفوسهم تماما بمكالمة رقيقة من أى قيادى إخوانى وتبرد أعصابهم حتى يتلقوا صفعة جديدة فتحمرّ وجوهٌ وتصفرّ وجوه، لكنهم يستمرون فى لعبة المعارضة الأليفة التى تجلس تحت ترابيزة السفرة منتظرة فتات الحزب الحاكم.
الطريق الثانى هو الانسحاب من هذه اللجنة قبل أن يشتعل العار فى تاريخهم خصوصا مع رداءة البضاعة التى يريقون سمعتهم من أجلها.
نسبة النجاح فى اختبارات بعد ثورة يناير كانت متدنية جدا ويبدو أن التاريخ سوف يعلق على ضريح هذه الثورة لوحة لم ينجح أحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق