أخونة الـ«فيس بوك»
إن الفكر الممنهج في الرد أو مشاركة الصور قد حّول الشك إلى يقين بأن هناك إرادةً ما لتكوين رأي عام ضد المعارضين سواء من السياسيين المشاركين على موقع التواصل الاجتماعي أو من المعارض العاديين الذين يمثلون خطرًا حقيقيًا على مكانة الحزب الحاكم وما يمثلونه من أصوات انتخابية وكتل تصويتية لن تكون في صالح الحرية والعدالة في المستقبل، و خير دليل على خطر المعارضة على «فيس بوك» هو مطالبات أحد قيادته بغلقه مبررًا ذلك بما يسببه من بلبلة.
وتتمثل خطة الحزب والجماعة لصد خطر المواقع الاجتماعية والحيلولة دون استقطاب المعارضين للفئات الأقل وعيًا في المجتمع في سياسة التتبع والرد والتعليق والجري وراء كل ما هو ضد الإخوان ومحاولة التأثير بحسابات وهمية قادمة من صفحات وضعت مسميات ثورية في عنوانها لتضليل مشاركيها بين الحين والآخر بجانب تحويل الناس من المسارات الطبيعية لنقد أداء الرئيس والحكومة إلى مسارات جانبية غير مباشرة كالدفاع عن الدين وأعداء الوطن المخربين.
إنه بلا شك عمل مضني ما تقوم به «اللجان الإلكترونية» التابعة للإخوان المسلمين، لاسيما أنها تسير على نفس خطى الحزب الوطني من بسط سيطرته على مواقع إلكترونية ومراقبة أداء النشطاء، عازمين على أخونة «فيس بوك» ومحاولة فرض السيطرة والهيمنة على أفكار 11 مليونا من المستخدمين بشتى الطرق وبكل الوسائل.
وما قد يبدو غريبًا هو استنكار «ميليشيات الإخوان الإلكترونية» من أعضاء الصفحات والمجموعات بجانب الأفراد الذين تم تجنيدهم لهذه «المهمة» الذين يعتبرونها «المهمة المقدسة» من أجل نصرة زعيم الإخوان ورئيس الجمهورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق