الأربعاء، 15 أغسطس 2012

ماذا سيقول طنطاوى لحفيده بعد أن أصبح على المعاش؟


جاء اليوم الذى يجلس فيه المشير حسين طنطاوى فى منزله.. يروى حكايات لحفيده عن دوره -من وجهة نظره- فى الجيش، أو ينتظر مصيره، على غرار ما حدث مع مبارك، من مطالب شعبية بمحاكمته هو وزملائه الذين أساؤوا إلى هذا الشعب وثورته العظيمة.. كما أساؤوا وأهانوا الجيش المصرى..
فماذا سيقول المشير طنطاوى بعد تقاعده والإطاحة به.. لحفيده؟!
هذا ما كتبته يوم 22 مايو الماضى.. وأرى أنه يستحق القراءة مرة أخرى..
ماذا سيقول المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى يدير شؤون البلاد لحفيده بعد أن يسلِّم السلطة إلى رئيس منتخب، عن الفترة الانتقالية التى أدار بها البلاد بعد ثورة عظيمة جعلت الشعب المصرى يطمح فى إعادة بناء دولة ديمقراطية حديثة بعد أن تم تحريرها من نظام مبارك المستبد الفاسد وعصابته التى نهبت البلد، ولا تزال؟
ماذا سيقول له عن الترقيعات الدستورية التى أجروها بعد الثورة.. وهى نفسها التى طرحها مبارك؟ ماذا سيقول له عن الاستفتاء الهزلى الذى استطاع من خلاله تقسيم الناس إلى فئات وطوائف متعاركة بعد أن اتّحدوا على الثورة ضد نظام استبدادى فاسد ومن أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية؟
ماذا سيقول له عن الأموال التى تم تهريبها فى أيام الثورة وبعدها على يد رجال مبارك.. وهى أموال المصريين.. وشارك فى تهريبها شخصيات كبيرة ما زال بعضها مسؤولا عن مؤسسات مهمة؟
ماذا سيقول له عن الأراضى التى استولى عليها رجال أعمال مبارك وابنه جمال بتراب الفلوس وباعوها بالملايين بعد ذلك ولم تستعد الثورة مترًا واحدًا من هذه الأراضى؟
ماذا سيقول له عن الصفقات التى عقدها المجلس العسكرى مع قوى سياسية وعلى رأسها قوى الإسلام السياسى من أجل إجهاض الثورة؟ ماذا سيقول له عن مبارك الذى نهب وسرق البلد.. ولم يستطيعوا الاقتراب منه إلا بخروج الناس إلى الشارع.. فذهبوا به إلى المحكمة بطائرة خاصة وبجناح «منيف» فى مستشفى عسكرى يلتقى فيه من يريد ويجرى اتصالاته بمن يريد؟
ماذا سيقول عن الفاسدين سياسيًّا الذين أساؤوا إلى مصر وإلى المصريين من خلال مشاركتهم فساد مبارك السياسى، والحكم بقانون الطوارئ وتزوير الانتخابات وتفصيل قوانين لصالح شخص واحد هو مبارك على حساب حقوق ملايين المصريين؟ ماذا سيقول له عن كشوف العذرية التى أُجريت للفتيات فى أثناء اعتقالهن فى معسكرات الجيش؟ ماذا سيقول له عن المحاكمات العسكرية للثوار؟ ماذا سيقول له عن دهس مدرعات الجيش نشطاء أقباط ومتظاهرين سلميين أمام ماسبيرو؟ ومع هذا تجرى تبرئة المتهمين فى تلك الأحداث؟ ماذا سيقول له عما جرى فى شارع محمد محمود واستخدام الغازات السامة المحرمة دوليًّا وتصفية عيون المتظاهرين؟
ماذا سيقول له عن رفضه تشكيل حكومة إنقاذ وطنى دعا إليها الثوار للخروج من المأزق والإدارة الفاشلة لجنرالات معاشات المجلس العسكرى والتفافه ودورانه حول طلب الثوار، بإصراره على تكليف الجنزورى برئاسة الحكومة ورضا الإخوان عن ذلك، ثم انقلابهم، أى الإخوان، عليه بعد ذلك؟ ماذا سيقول له عن تعرية الفتيات فى ميدان التحرير على يد رجاله.. وكان ذلك فضيحة على الهواء أمام العالم كله؟!
ماذا سيقول له عن استمرار قتل الثوار فى أحداث مجلس الوزراء وشارع قصر العينى وقتل الشيخ عماد عفت؟!
ماذا سيقول له عن قيام رجاله فى محيط وزارة الداخلية وبالتعاون مع قوات الشرطة فى تصفية عيون المتظاهرين وقتل المزيد من الشهداء؟ ماذا سيقول له عن مذبحة بورسعيد؟ ماذا سيقول له عن حمايته رموز النظام السابق وإطلاقهم مع بلطجيتهم لإرهاب ورعب المواطنين؟ ماذا سيقول له عن الشهداء الذين سقطوا بعد الثورة بدءًا من أحداث ماسبيرو وحتى موقعة العباسية «2» واعتقاله المئات وتعذيبهم فى السجون؟ ماذا سيقول له عن الانفلات الأمنى الذى لم يفعل شيئًا على مدى عام ونصف العام لاستعادة الأمن وإعادة هيكلة الداخلية وتغيير سياسة الشرطة القمعية فى التعامل مع المواطنين؟ ماذا سيقول له عن إصرارهم على البقاء فى إدارة شؤون البلاد لأطول فترة ممكنة رغم وعدهم فى البداية بأنها لن تزيد على 6 أشهر؟ ماذا سيقول له عن إجراء انتخابات رئاسية دون دستور ودون صلاحيات واضحة للرئيس؟!
هل سيكون المشير طنطاوى صريحًا مع حفيده فى الإجابة عن أسئلته، أم سيكتفى باصطحابه لمشاهدة مباريات كرة القدم التى ربما كانت تشغل سيادة المشير عن إدارة شؤون البلاد؟
هذا ما كتبته.. وأضيف: ماذا سيقول عن تمسكه بالمنصب حتى آخر نفس.. ولم يحترم نفسه وتاريخه؟!
إنه فعلا يستحق تلك النهاية.. حتى ولو خرج بوعد «الأمان» من الرئيس وجماعته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق