بين الإخوان والشيوعيينNovember 7th, 2011 10:34 am
كنت فى إعدادى عضو فى جماعة الإخوان المسلمين (فاجأنى خالد على بهذه المعلومة).
فى إعدادى يعنى كان عندى ١٣ سنة مثلا، وكانت الجماعة بتدخل لنا بسلاسة، وبدون ما نشعر نلاقى نفسنا ارتبطنا بيها، وده سر قوة الجماعة الحقيقية، كنا بنلعب كرة، وننظم دورى، وبعدين يوم الجمعة نزور بعض، فنرتبط ببعض، ويبقى عندنا استعداد ننفذ أى أوامر، كنا بنروح مجموعة صبية.. أطفال تقريبا.. بنروح نزور المقابر بالليل.. دى حاجة مخيفة جدا.. لكن احنا كنا بنبقى عايزين نثبت لبعض إننا رجالة.. المهم لما نروح المقابر نقعد نبكى ونتذكر الموت ونقرأ قرآن وأدعية، فى مرة كان فى عيلة من عائلات البلد المعروفة بالبلطجة والإجرام، وكان ليهم مخبأ فى المقابر، لما حسوا بينا خرجوا علينا بالأسلحة وكشافات النور، لقوا شوية عيال لابسين جلاليب وقاعدين يعيطوا، اتقلب الموقف كوميديا وشتمونا شتيمة بذيئة وطردونا.
فى ثانوى خرجت من الجماعة، أول سبب إنى كنت باحب عبد الناصر جدا، وهم كانوا بيشتموا عبد الناصر، وتانى سبب إنى كنت باحب الشعر خصوصا نزار قبانى وطبعا ده كان غير مقبول إطلاقا.
أوقفت تدفق الحكاية لأسأل خالد.
(غريبة.. إيه اللى يعرف طفل من أسرة فقيرة عايشة فى قرية فقيرة بنزار قبانى؟).
أبويا.. صحيح كان راجل بسيط لكن كان شديد الذكاء، أولا كان بيصر أنه يشترى الجرنان كل يوم، وده مش عادى فى قريتنا.. ناس قليلة جدا اللى بتشترى الجرنان كل يوم، وكان كل ما ينزل مصر يرجع ومعاه كتب، كان بيحب الشعر والسير الذاتية، وكنت باقرأ كل الكتب اللى بيشتريها وباحاول أكتب شعر، والدى كان له روح ساخرة وفكاهية، وكان عنده قدرة غريبة على استيعاب الأمور وتقبلها، وفى نفس الوقت كان عنده طريقة تفكير نقدية ساخرة، كنت بازعل ساعات واكتئب من عدم توفر احتياجاتى الأساسية، أقولّه ليه بتخلفوا كتير ما دام مش قد الخلفة؟ كان يضحك ويقولّى بكرة يابن الكلب لما تكبر هتعرف. وكان عنده حق. لما كبرت عرفت قيمته. كتير دلوقتى باحس بالذنب لأنى ماعبرتش له أبدا عن تقديرى ليه.
حاولت أن أنتزع خالد من مشاعر الحنين لأبوه وقلت (لكن نقدر نعتبر أن قرار الخروج من الإخوان المسلمين قرار شجاع وجرىء فى السن المبكرة دى).
لأ.. مش شجاعة بس.. طبعا كان فى جزء شجاعة لكن كان فى كمان دور للغيرة، كان فى حاجة بتحصل وقتها معايا فهمتها لما كبرت، كنت أفاجأ بأن أصحابى بيعرفوا حاجات وأنا لا أعرفها، مثلا فى لقاء أو زيارة أو معسكر، كنت بازعل منهم وأحس إنهم بيستبعدونى، وده سهل على القرار جدا، لما كبرت فهمت إنى كنت باتناقش كتير وباعترض كتير، فصنفونى على أنى غير مطيع. وكان عندهم حق. أنا فعلا غير مطيع.
بعدت عن الإخوان تماما لما دخلت ثانوى، وكان فى بلدنا واحد شيوعى، كانوا بيقولوا عليه كافر، هو كان وقتها معيد فى كلية العلوم، اتعرفت عليه وهو عرف إنى باحب الشعر فادانى شرايط الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، ودى كانت أول مرة أتعرف عليهم، وعرف إنى باحب عبد الناصر فجاب لى كتب عن عبد الناصر، وبعدين بدأ يتكلم معايا واحدة واحدة ينتقد عبد الناصر وكنت باقبل انتقاده، وعن طريقه انضميت للاشتراكيين الثوريين وما زلت. دخلت الجامعة سنة 90 وأنا عضو فى الاشتراكيين الثوريين، كان عددنا عشرين واحد فى الجامعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق