الوطن | المندوب السامى.. كارتر الإخوانى | علاء الغطريفى
يجلسون معه فى مكتب إرشادهم من خيرتهم إلى مرسيهم، فالحج إلى المقطم مساوٍ لزيارة البيت الأبيض، ومن ثم فهى نعمة أفاء الله بها على الجماعة التى لا تنتقل من المكان لأن المندوب السامى يكفيها شر طرق الأبواب فى الجهة الأخرى من المحيط، فالحديث معه بألف مما يعدون، وسيزيد أضعافاً مضاعفة إذا وافق وصدق على التمكين فى مقابل الاستسلام الكامل للأوامر الصادرة من واشنطن، مع طلب صغير لتحفظ الجماعة ماء وجهها أمام عبيد الطاعة بأن يظل خطابها العلنى تجاه إسرائيل كما هو، انتقاد ثم انتقاد حتى لو كشفت الرسائل كلمات الغزل والحب العفيف مع بيريز وعصابته.
كارتر وضع مشهد النهاية بخبث العواجيز، حتى جاء مرسى حاكماً، ويأتيه بين الحين والآخر ليطمئن على سير الأمور كما خطط لها، فالأمريكيون يريدونها فقط «مستسلمة جائعة شحاذة» حتى تظل لقمتها هناك، والإرادة ذات اللحية أسهل كثيراً من الإرادة الثورية الحالمة، ومن ثم فإنها أرخص عند الشراء وأسلم عند الاستخدام وألين من الملبن، أما الأخرى فهى متمردة طائشة محلقة غير مأمونة العواقب أو الرغبات، فالاختيار محسوم، ابحث عن الخبيث واعطه مسألته ثم قُم بامتطائه كما تشاء.
الغريانى شيخ القضاة تعامل مع المندوب السامى الأمريكى بلطف بالغ وإذعان تام، لا نراه مع معارضيه فى التأسيسية أو مع نائبنا العام، لأنه يعلم أن مشيئة واشنطن نافذة كما قالوا له فى القصر.
السيد المندوب السامى.. لا ننتظر زياراتك إذا كانوا ينتظرونك، ونكرهك إذا كانوا يحبونك ونستغرب تماماً إذا كانوا يصفون الآخرين بالعمالة وهم يمارسونها ليل نهار، لكنه العهر السياسى لجماعة فاشية سيفردون لها مساحة فى كتاب التاريخ عنوانها «الانتهازية».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق