قناع الدولة الدينية - التحرير
مرة أخرى هم لا يريدون سوى الدولة الدينية بالقناع المدنى الذى كان العسكر يضعونه على دولتهم العسكرية.
ولهذا فالمعركة الآن بين الإخوان والسلفيين على التوكيل الحصرى للشريعة.. أداة السلطة الجديدة، يحملها من يستطيع تحويل أفكاره إلى «الشريعة».. وتكتسب هذه الأفكار سلطة ما تمنع التفكير فيها، لأنها قادمة من غيمة غموض ودولاب سحرى يجعل من حاملها شيخا كان قبل الثورة يكتفى بسلطته هذه، لكنه بعد الثورة أراد أن يقتحم عالم السياسة، وبالطبع لا يملك إلا سلطته هذه التى توظف الدين والتقاليد (كلما كانت رجعية ومتخلفة كان ذلك أفضل) ليبدو تعبيرا عن تلك القطاعات من الشعب الغارقة فى نسيان أبدىٍّ من كل الطغاة، حيث أبعدوا إلى هامش اجتماعى صالح لزراعة وتربية منتجات التخلف، ليصبح كل ما هو شعبى متخلفا ويسهل أن يقود المستبد شعبا من العائشين فى مزارع التخلف.
المشايخ بعد الثورة لم تعد تكفيهم سلطة المسجد أو المنطقة الصغيرة، أرادوا احتلال السلطة كلها، فهذه فرصة لا تعوض، يستطيعون فيها حشد الشعب البائس ليدخل الجنة إذا حملوه على أكتافهم إلى السلطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق