الوطنية ليست انتصاراتكم - التحرير
المرسى ما زال يكرر خرافة أن الجيش حمى الثورة.. وما زال يكرم قادة المجلس العسكرى على دورهم فى المرحلة الانتقالية. ويبدو أنها مكافآت مساعدته فى الوصول إلى مقعد الرئاسة، ويبدو أن المرسى لم يقرأ تقرير منظمة العفو الدولية بالتأكيد. لم ير الشهداء والقتلى ولم يسمع حكايات الذين أقيمت لهم حفلات تعذيب على يد ضباط وجنود من الجيش.. وإلا لماذا أعاد فى زيارته إلى أمريكا الخرافة السخيفة بأن الجيش حمى الثورة.
تقرير «العفو» انتهى إلى أن القوات المسلحة ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان إبان الأشهر الستة عشر من حكم «المجلس الأعلى للقوات المسلحة»، واقترف المجلس كل هذه الانتهاكات دونما عقاب لأحد.. وتقاعست الهيئات القضائية، العادية منها والعسكرية، عن ضمان أى إنصاف فاعل للضحايا، ولذا فما زالوا -الرجال منهم والنساء- يعانون، بينما لا يزال منتسبو القوات المسلحة واثقين من أنهم فوق القانون».. فوق القانون هذه هى جاذبية السلطة، أو سرها لمن لا يملك سوى شهوة السلطة (له أو لجماعته) مقابل عدم كفاءة مدهش لا يؤهل إلى الاستمرار فى الحكم أكثر من أسبوع، لكن عبر السيطرة والهيمنة استمر الجنرالات السابقين عن مبارك.. وبحث مبارك عن الهيمنة فلم يجد غير خطاب ركيك عن الحكمة التى لا تقلق المتوافق مع نظام اللصوصية.. بينما المرسى لا يجد من خطابات الهيمنة المتناثرة حوله سوى صناعة وحش سنّى.. يصلح للاستخدام المحلى والدولى.. داخل مصر ستضعه القطعان الباحثة عن بطل على رؤوسها، بينما فى العالم سيكون مكمل مثلث مواجهة الوحش الشعى على الضفة الأخرى. لا مانع هنا من غرق المنطقة فى حرب هُويات قاتلة.. المهم أن يبقى مَن هو فوق القانون فوقه.. سواء كان رئيسا مثل المرسى أو دولة مثل أمريكا المستمتعة بالسيطرة على بحيرة البترول التى تعوم المنطقة عليها.
وهذا ما يجعل شركة الحكم الجديدة قابلة للدخول فى «النظام» بشكل مختلف سيظهر قريبا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق