يرى بعض المسلمين فى خروج المظاهرات ضد رسام الدنمارك ومقاطعة الجبنة الدنماركية أفضل الجهاد، بينما كان جهاز أمن الدولة يتحرش بالنساء المسلمات ويغتصب بعضهن ويعتقل الرجال فى العلن، ويأتى ضابط أو أمين شرطة جاهل ليسب طبيبا أو قاضيا. يضرب مواطنا على قفاه فلا يتحرك أحد من المسلمين لنصرة أخيهم المسلم، مع أنك حين تتعثر فى ورقة صحيفة أو مجلة ملقى عليها بقايا طعام وفيها قرآن كريم أو سيرة نبينا الكريم يعتريك الضيق لكنك تكون متأكدًا من أن هذا لن ينقص منه ولا من قيمته شيئا.. ما زلت أذكر مقالا لتوماس فريدمان وقتذاك، حيث كتب إننى أعجب لمسلمين يثورون لرسام كاريكاتير سخر من نبيهم، بينما الفساد والظلم والديكتاتورية والقمع يمارس عليهم بشكل يومى من حكامهم فلا يتحركون ولا يهمسون!
أفضل الجهاد فى سبيل الله كلمة حق عند سلطان جائر، وليت شيوخنا كانوا حتى لا يقولونها ويصمتون، بل كانت خطب الجمعة لبعضهم تحرر من جهاز مباحث أمن الدولة، وكان شيوخ من أمثال محمد حسان وأبو إسحاق الحوينى يرفضون الثورة، وينتقدون الثوار ويؤيدون حسنى مبارك، فترى أيهما أفضل: مقاطعة الجبنة الدنماركية أم الوقوف فى وجه ظلم وفساد مبارك وجمال وأحمد عز وممدوح إسماعيل ومن هم على شاكلتهم؟!
بالله عليك أيهما أفضل: الخروج فى مظاهرة ضد الدنمارك أم الخروج فى مظاهرة ترفع الظلم عن إخوتك فى الإسلام؟
قل لى: أيهما أفضل شيخ ظل فى بيوت الله يدعو لمبارك بالبقاء، وأنه سبب الأمان وصمام الأمن لمصر أم رجل اسمه عبد الحليم قنديل قال لمبارك إننى أحس بأنى أتقيأك.. ارحل. وخرج فى مظاهرات ضده فجردوه من ملابسه وتركوه عاريا فى الصحراء؟!
هل تعرف أن شيوخنا الأجلاء كأنه ران على قلوبهم.. لم يدينوا هذه الحادثة لرجل مسلم، لقد كانوا يتنعمون فى سياراتهم الفارهة ويخدعون الناس بقشور الدين ولا يجرؤون على التفوه أمام أسيادهم!
لقد أضعف بعض مشايخ المسلمين الإسلام، ولم يزيدوه قوة كما كان، لقد لهوا الناس بدخول الحمام بالقدم اليمنى وبـ: هل تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة على تسع سنوات أم على 17 سنة، وبالأحاديث الآحاد والضعيفة.. اختصروه فى لحية وجلباب وزبيبة، فتدروش الناس وضاعت كرامة المسلمين، كان الإسلام هو الضوء الذى أنار العالم كله، وغزا إمبراطوريات فارس والروم، وجاء بعلماء عظام بعد ذلك أمثال ابن الهيثم وابن سينا والبيرونى والرازى، وهم السلف الصالح بالمناسبة، يعنى ليس ابن تيمية وأبو الأعلى المودودى فقط.
أما عن مسألة قتل فرج فودة، لأنه سب السيدة عائشة، فالرجل لم يفعل ذلك، لكنه واجه الظلاميين بالعلم الذين يخشونه، والأمر بحاجة إلى وقفة ثانية لنعرف كيف حولنا أعظم دين فى العالم إلى أمة تضحك من جهلها الأمم كما قال أبو الطيب المتنبى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق