القسر الطوعى - التحرير
«لن أخون الله فيكم»… كان محمد عزام، 47 عاما، بائع الطيور بمركز بنجا طهطا، قد ضم 10 أمتار من الأرض المجاورة له، والمملوكة للدولة، ليوسع على نفسه ضيق المكان الذى يزدحم بزوجته وأمه وأولاده الستة، فيكفيهم ما يعانون من ضيق العيش، وضيق أفق المجتمع، وضيق خلق السلطة، فقامت الدولة بتغريمه 1000 جنيه. اقتطع محمد من رغيف أولاده حتى تمكن من دفع 600 جنيه، حتى ضجت بطون أسرته بالجوع فلم يتمكن من دفع القيمة الباقية، فأصدرت المحكمة حكما بحبسه أسبوعين ودفع كفالة 20 جنيها مصريا فقط لا غير.
اقتحمت قوات الشرطة، المهزومة فى 28 يناير، والمنصورة بجبر «العسكرى» والإخوان لها، منزل عزام الفقير، وكان يتناول العشاء مع أولاده. قال لهم محمد: هى لسه الشرطة بتقتحم على الناس؟ مش بطلت من بعد الثورة؟ فسبّ الضابط محمد بأمه، فرد محمد على الضابط السباب، فما كان من القوة إلا أن قامت بسحله وجره إلى سيارة الشرطة، وقال الضابط لوالدة محمد: وحياة أمك ما حتشوفيه تانى. لكن والدة محمد «شافته تانى»… وهو جثة هامدة.
«لن أخون الله فيكم»… تصدق بالله يا ريس.. أهو الشهيد محمد عزام صدّقك كما صدّقتك أنا تماما، مما دفعه إلى تحدى ضابط الشرطة الذى قتله.
ما ذُكر أعلاه هو رواية زوجة محمد، أما رواية الداخلية فهى كالآتى: «لدى ضبط المذكور قام بتوجيه الألفاظ النابية لأفراد القوة إلا أنه تم احتواء الموقف واصطحابه لمركز الشرطة وأثناء إنهاء الإجراءات القانونية بوحدة مباحث المركز سقط مغشيا عليه».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق