الوطن | أين صوت العقل؟ | عمرو حمزاوي
أين صوت العقل، عندما تتلاعب أصوات وتيارات وأحزاب، اعتادت دوماً الخلط بين الدين والسياسة، بمشاعر المصريات والمصريين الغاضبة من الفيلم المسىء وتدفع بها إلى مساحة اللامعقول وغير المسئول بمطالبة الحكومة الأمريكية بمعاقبة المشاركين فى الفيلم وتعقبهم على الرغم من معرفتها بوجود قوانين أمريكية تحمى بالكامل حرية التعبير عن الرأى حتى إن تضمنت إساءة لمقدسات دينية أو ترويجاً لأفكار عنصرية أو إنكاراً للهولوكوست (محرقة اليهود فى الحرب العالمية الثانية)؟
وإن كانت هذه الأصوات والتيارات والأحزاب لا تعلم عن القوانين الأمريكية تلك وتهيج مشاعر الناس وتستغل غيرتهم على دينهم دون معرفة، فالمصيبة أكبر وهم من يديرون اليوم سياسة مصر الخارجية وعلاقاتها الدولية، وإن كانوا هم الذين دفعوا رئيس الجمهورية بالمؤتمر الصحفى بمقر الاتحاد الأوروبى لمطالبة نظيره الأمريكى بمعاقبة المشاركين فى الفيلم وتعقبهم قانونياً، فعليهم أن يدركوا أن الدكتور مرسى ظهر لدى الرأى العام العالمى بمظهر من يدعو رئيس دولة ديمقراطية للانقلاب على قيمها وقوانينها التى تحمى الحرية وتحول دون تقييدها، وأصبح البعض يصنفه باعتباره يجهل أو لا يملك معرفة كافية بحقائق وجوانب أزمة عالمية تستدعى فعلاً سياسياً مسئولاً وليس إطلاقاً للحديث على عواهنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق