طبعا هناك فعلا واقع صعب وتحديات حقيقية، وبالقطع الإخوان المسلمون جماعة من الوعاظ والتجار وثقافتهم لا تتجاوز كتيبات الجماعة، و«الإخوان» قائمة على السمع والطاعة وتربى أعضاءها منذ مراهقتهم على التلقين وتسميع المحفوظات، وأهم نصائحهم «لا تسأل ولا تجادل يا أخى»، و«القيادة تعرف وتفهم أكثر»، ويصعد للمراتب العليا بينهم الأكثر طاعة والعضو الذى ينفّذ ولا يسأل، جماعة هذا حالها وشأنها من الصعب أن يخرج منها مبدعون ومفكرون ومجددون حتى على مستوى الفقه والكتابة الإسلامية، فلا يوجد عالِم إخوانى نابغ أو شيخ له باع وذراع فى الفكر الدينى، ولهذا فالكل مغمور فى الإخوان ما عدا بعض أساتذة الجامعة الذين يزاحمون الفضائيات ظهورا، ولا شفنا أمارة على أى تفوق أو نباهة، بل كلهم متوسطو الموهبة والكفاءة فى كل شىء، من الكتابة إلى الخطابة إلى مواجهة الجمهور. والمتأمل فى مستوى أعضاء الإخوان فى برلمان ٢٠٠٥ وبرلمان ما بعد الثورة المنحلّ يرى من آيات ربه عجبا، فهناك من خمسة إلى ثمانية بالكاد ذوو شأن، والباقون يعانون من الصمم والبكم السياسى، ولا شىء بارز لدى الإخوان إلا القدرات التنظيمية لأنهم تَربَّوا على شكل التنظيم العسكرى الذى يشبه طريقة عمل الشبيبة النازى مع قدرة ممتازة على توزيع الزيت والسكر وأنابيب بوتاجاز ومنشورات دعاية وتطبيق إحصائيات التصويت على برنامج «إكسل»، والمشكلة الفادحة التى تعانى منها الجماعة هى أهم ميزة تملكها، وهى أن مصلحة الجماعة قبل أى مصلحة، بل مصلحة الجماعة هى مصلحة الوطن نفسه، بس الوطن مش واخد باله، وهى مصلحة الإسلام ذات نفسه، بس الإسلام لا ينطق وإنما ينطق الرجال، وأغلب الظن فعلا أن الجماعة غير الكفأة ولا النابهة ولا المبدعة لن تقدر على حل مشكلات البلد، وأقصى ما ستفعله هو رسم لحية لسياسة الرئيس السابق،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق