هل زار الفريق عبد الفتاح السيسى.. الأستاذ هيكل؟
الحكاية لم أصدقها.
أو اعتبرتها خيالا نشيطا فى تفسير علاقة الحاضر بالماضى، أو دولة الجنرالات المقنعة بالدولة التى تقف الآن على أعتاب أن تكون مقنعة.. ولكن دون جنرالات أو جنرالاتها.. ليسوا وحدهم.
الدولة نفسها بعد شحنها بشحنات جديدة.
الراعى الدولى.. يجدد نفسه إذن ليبقى على دولة تخدم مصالحه أو يخدم وجودها بهذه التركيبة مصالحه.
الماجستير الذى قدمه رئيس الأركان الجديد اللواء صبحى صدقى.. يقدم مجموعة نصائح موجهة للإدارة الأمريكية فى تعاملها مع مصر.
الماجستير أعد فى عهد بوش لكنه يقدم رؤية أوباما فى تحقيق نفس المصالح دون استفزاز الشعوب المعتزة بكرامتها.
هل نحن فى حقبة أمريكية جديدة ومتطورة؟
هل ستظل أمريكا سيدة ولها وكلاء على كراسى الحكم؟
أسئلة قاسية، لكنها يجب أن تطرح الآن وفى ظل حكايات الغرف المغلقة وعودة إدارة مسرح الماريونيت من خلف الستار السوداء.
أمريكا كانت تدير المنطقة طريا بمنح الوكالة لأنظمة تحقق مصالحها بشكل مباشر أو غير مباشر، وهذا ما يتم منذ نقل التحالف الاستراتيجى من الاتحاد السوفييتى إلى الولايات المتحدة، عبر حكاية تختلف تفاصيلها من أيام السادات إلى الأيام الأولى فى عصر مبارك التى تختلف عن أيامه الأخيرة.
صراع الوكيل.. ليست حربا للدفاع عن السيادة الوطنية، لكنها تتم باسمها كما حدث فى عصر مبارك كثيرا وحدث فى أزمة منظمات المجتمع المدنى أيام حكم المجلس العسكرى والمعروفة بـ«حرب فايزة» أو «مصر لن تركع».
وهذه المعركة التى شارك فيها الجميع بداية من أحدب الهايكستب وحتى الفنان الجنزورى كامل الصلاحيات انتهت بفضيحة.. لأنهم استخدموا الشعب ونشر العداء للأجانب.. وتعلية نبرة حماس النشيد الوطنى.. استخدام مثل الديناميت الفاسد الذى انفجر فى وجوههم عندما لم يضبطوا المعيار الذى يمكنه أن يحقق أغراض الوكيل فى ملاعبة المالك الأصلى.
وهكذا فإن النظام المستبد يبحث عن حليف يعيش تحت جناحه أو رعايته أو يحصل منه على توكيل بالإدارة. وهذا هو الفخ الذى قد يمنح للرئاسة طعم إدارة الدولة أو الشعور بأنه «بطل» الغلابة عندما يكسر بعض الأصنام العجوزة على المسرح.
بينما تترتب الدولة على أساسها القديم.
هذه خطورة ما يروى عن زيارة السيسى لهيكل.
أو انتشارها باعتبارها تفسر علاقة الجيش بالرئاسة، وفق بحث عن الوجه الطيب لدولة يوليو.. والذى تاه تحت ركام الفساد والانحطاط طوال ٣٠ سنة.
هل تعمد السيسى ببركة الوجه الطيب ليوليو؟
أم أن رئيس أركانه لديه الخطة السحرية للجمع بين خدمة المصالح الأمريكية وعدم استفزاز الشعب فى نفس الوقت؟
أسئلة.. لا تحمل إجابات.. ولن يلغيها الهجوم المتوازى الذى يقوده أنصار مجلس أحدب الهايكستب، وأنصار المرسى.. كلاهما يلتقى فى منع الأسئلة والدفاع المطلق عن منطق المؤامرة.
وهؤلاء ليسوا خطرا، لأنهم كتلة على بعضها.. الخطر من نوعين الأول يقدم نفسه دائما على أنه جسر الإخوان إلى القوى المدنية فيتعامل معهم على أنهم «قيادة الأمر الواقع» فى نظام استقر وانتهينا.
وهؤلاء طبعا لا يهمهم إلا الدخول فى قائمة العطايا ولا يرون أن وصول الإخوان إلى السلطة فى هذه اللحظة ورطة تحتاج معها إلى نصيحة أو موقف يقيس ما تفعله السلطة إلى إرادة الثورة فى بناء جمهورية جديدة.
هذا النوع خطر، لأنه يمنح الإخوان ثقة فى مشوارهم إلى «تقييف» كل ما لديهم ليكونوا على مقاس النظام القديم.
النوع الخطر الثانى هو شخصيات ظهرت كالفقاعة سريعا، وهى الآن تحاول أن تقدم نفسها طرفا فى مواجهة الإخوان أو «المعارضة.. المضطهدة».. والإخوان طبعا يمنحونهم فرصة البطولة ويحبونهم دون سواهم فى موقع المعارضة.. وهم ليسوا إلا معارضين «استعمال» مجلس عسكرى… وفقط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق