«أن تكون مقاطع -مبطل فى الانتخابات- فهذا يعنى أنك لا تعترف بشرعية تلك الانتخابات أو شرعية النظام الذى أقيمت تحت ظله، ولا شرعية النظام الذى ستنتجه، وأنك ما زلت تعمل على إسقاط النظام، وإن تغيرت الأسماء والوجوه الآن».
ملأتم الدنيا صراخا، وتسللتم إلى عقول البشر، مجاهرين بأنه لا بد من إنقاذ الثورة بانتخابكم، وأن من لن ينتخبكم، قد انسحب من ساحة الثورة، وارتضى أن يكون بين أعدائها، وأن عليهم محاربة أعدائهم الجدد قبل القدامى.
والآن، تطلبون من الجميع الهدوء والعمل، وإعطاءكم الوقت الكافى لإنجاح التجربة، ولم تفهمونا كيف ستُنجحون التجربة، وأنتم لا سلطة لكم عليها؟ وارتضيتم بتقسيم السلطة بينكم وبين الظالمين؟
كيف نصمت وأنتم بلا إرادة، مجرد عرائس خشبية، أحبالها فى أيدى غيركم؟
غريبة ولدت ثورتنا، وغريبة عاشت، وغريبة ستبعث لمجدها، فالمجد للغرباء.
المجد للغرباء من كل حَجر فى شوارعنا ألقى به على ضباع السلطة، ليفتح طريقا إلى الحرية.
المجد للغرباء من كل قطرة عرق كانت تنزف مختلطة بالدماء «أى دماء، كانت لك أو لرفيق لك»، تعرف أن السبيل طويلة، وأنها مجرد رفيقة فى تلك الثانية من الثورة.
المجد للغرباء من شهدائنا، أيقونات ثورتنا، وهم بُدلوا دارا خيرا من ديارهم، وأرضا خيرا من أرضهم، مبتسمين لنا وراضين عما ذهبوا إليه.
المجد للغرباء حينما تقدموا الصفوف، وحينما تأخروا، ليحفظوا وجوه كل البشر، ويمتنون لتلك الوجوه، لأنها أيقظت بداخلهم الشعور بالانتماء مرة أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق