إلى الشباب الذى اكتشف نفسه واكتشفناه فبهرنا والعالم أجمع فى الـ18 يومًا الخالدة، سأحكى لكم عنا كى أفضحنا، كى لا تأمنوا جانبنا، كى لا تتورطوا فى حرب العصابات الدائرة الآن للسيطرة على الوطن، إنها ليست معركة ثورة ولا معركة وطن ولا معركة مستقبل، إنها معركة ماضى يأبى إلا أن يكون ماضيًّا مستمرًا ويرفض أن يصلح الجرامر ويرضى بأن يكون ماضيًّا تامًا رغم أنه ماض تام جدًا لدرجة التعفن، إنها مشكلة جرامر اللغة التى لا تعرف سوى المطلق، ولا تعترف بالنسبى، ويحبسنا فى زمنه المتخلف، ويسرق منكم زمنكم، مستقبلكم، لا تأمنونا على مستقبلكم، سأحكى لكم عنا وأكشف لكم كيف عشنا فى الماضى المستمر، لتأخذوا قيادة مستقبلكم بأيديكم، انزعوه منا نزعًا، بوركتم يا من ولدتم وكبرتم بعيدًا عن أعيننا فى الفضاء الافتراضى، بوركتم يا من تكونتم فى أتون ثورة المعلوماتية، وفاجأتمونا من حيث لا نحتسب، نحن الذين لم نعرف سوى ترهات ثورة يوليو وثورة التصحيح والضربة الجوية وعذاب القبر والثعبان الأقرع وبول الإبل وإرضاع الكبير، و.. الأغانى الوطنية، إن الأوطان المبتذلة فقط هى التى تنتج وتستهلك الأغانى الوطنية بهذه الكثافة، سأكشف لكم عن عدوكم الأكبر والأوحد والوحيد كى تحاربوه فى كل مكان قابلتموه، هذه هى معركتكم المستمرة وثورتكم المستمرة، عدوكم وعدو الحياة الوحيد هو الاحتكار.. صدقونى.. ليس لكم عدو آخر غيره لتحاربوه، تلك هى معركتم إن كنتم ترغبون فى مستقبل يأويكم من هجير وصحراء وعراء الماضى المستمر، بوركتم يا من تربيتم فى قلب المفاعل الانشطارى للثورة المعلوماتية، وربطت الموصلات فائقة السرعة بين عقولكم وعقل العالم الجمعى، فى البدء كان الوعى.. نقطة كانت ثم دائرة.. الدائرة انشطرت.. لن تكف.. المجد للإنسان وللموصلات فائقة السرعة.. المجد للشبكة الاجتماعية.. ولتتركوا ماسبيرو والإذاعات الموجهة والصحف القومية ترقد وتتعفن فى سلام.. ولتدفنوا معها مناهج التعليم الموجهة وكتب التربية الوطنية التى يكتبها كهنة الوطنية.. نعم كنا نعيش وما زلنا فى وطن الكهانة.. كهنة الوطنية وكهنة الدين، هؤلاء يخونوك وأولئك يكفروك، لا تكرروا تجربتنا المرة المبتذلة، حاربوا الاحتكار أينما وجدتموه، فليس للوطن كهانة، وليس فى الدين كهانة، الكهانة هى فى حقيقتها احتكار، والاحتكار أعدى أعداء الحياة، واعلموا أنه لا يجوز احتكار وطن من كهان الوطنية الذين يخونون ويعتقلون ويسحلون ويحاكمون ويعذبون ويقتلون ويعدمون باسم الوطن، لا تسمحوا لأحد باحتكار الوطن فالوطن للجميع، ولا تسمحوا لأحد باحتكار الدين، فلا يجوز احتكار الدين من كهنة يكفرون ويحاكمون ويفتشون فى الضمائر ويعتقلون ويسحقون ويعذبون ويقتلون باسم الله، لا تسمحوا لأحد باحتكار الدين فالدين للجميع، لا تسمحوا لأحد باحتكار الإله فالله فى قلوبكم وفى حبل الوريد، ولا تسمحوا لاحتكار السلطة فالسلطة للشعب، والشعب هو الوحيد صاحب الفخامة والسيادة والسمو، لا تسمحوا لأحد باحتكار النائب العام والقضاء والعدالة، فالعدالة للجميع، لا تسمحوا لأحد باحتكار الثروة، فالثروة من حق الجميع، لا تسمحوا لأحد باحتكار الأرض والبحر والنهر والشاطئ، فهى للجميع، لا تسمحوا لأحد باحتكار الوظائف، فالوظائف للجميع، لا تسمحوا لأحد باحتكار العلاج والدواء، فالعلاج والدواء من حق الجميع، لا تسمحوا لأحد باحتكار السعادة والبهجة.. فالبهجة من حق الجميع، لا تسمحوا لأحد بأن يسرق فرحكم، فالحياة فرح، ومن يسرق فرحكم يسرق حياتكم، عمركم يقاس بالفرح، تمسكوا بفرحكم وحاربوا من أجله كل العواجيز الذين يكرهونكم، سرّاق الفرح الذين سرقوا فرحتكم يوم فرحكم، إنهم أحقر السرّاق، سارقو الفرح.. أنتم لستم الورود التى تفتحت فى جناين مصر، فمصر لم يعد بها جناين بعد أن باعوها وجرفوها وسمموها وأصبحت خرابات وملؤوها بالمخبرين والبلطجية والشواذ، أنتم الورود التى تفتحت فى جناين الشبكة الاجتماعية وفضاء وبراح شبكة المعلوماتية، أنتم الجيل الاستثنائى فى دورة حياة مصر، وهناك من ينصب لكم فخًا ويستدرجكم إلى معركة ليست معركتم، إلى مذبحة هى فى الحقيقة حرب عصابات ومافيا دولية ونظام قديم وتنظيمات قديمة من الماضى التام، هى حرب عصابات على السلطة والنفوذ والثروة والمطلوب هو التخلص منكم وذبحكم، ابتعدوا عن الفخ المنصوب من أجل خاطر مصر التى لو فقدتكم فستدخل فى سنين عقم عجاف طويلة حتى تعوضكم وتأتى بجيل يشبهكم، إن ذبحكم هو الهدف رقم واحد لأنكم بهرتم العالم واكتشفناكم جميعا لأول مرة على شاشات الميديا وأحبكم كل العالم قاطبة حتى أعدى أعدائكم اكتشفوكم وانبهروا بكم وحاول شبابهم تقليدكم ففشلوا وانزعج قادتهم وزلزلوا من داخلهم لأنهم اكتشفوا أن مصر التى ظنوا بأنهم نجحوا فى قتلها وأنها ماتت وشبعت موتًا، فإذا بها تحيا بظهوركم وتعلن عن بعثها من جديد.. الحق أقول لكم: إن موتكم هو الهدف الأسمى لكل أعدائكم فى الداخل والخارج لأنكم الأجمل على الإطلاق ولا يشبهكم أحد، ولأن موتكم يعنى موت مصر وهو المطلوب ولا شىء غيره، فاحذروا المذبحة.. فمصر لن تعوضكم، فسواكم من أبناء جيلكم بالملايين قد غيّبهم القهر والجهل والمرض والخرافة إلى أبد الآبدين، وليس منهم رجاء يتخبطون فى الماضى المستمر والخرافة التى أكلت أرواحهم.. أنتم رجاء مصر.. فاحذروا الفخ المنصوب.. احذروا المذبحة التى يخطط لها كل شياطين الأرض.. لأنكم مطلوب موتكم.. لا تخوضوا حربًا بالوكالة.. ولا تثقوا بالأغلبية لأنها لن تدافع عنكم، كما أن نفس الأغلبية لن تدافع عمن أعطتهم صوتها، إن تلك الأغلبية المسحوقة المنسحقة لا تنفع ولا تضر، لا نفسها ولا أحدًا آخر، إنهم دقيق ومصاصة من قرون القهر والسحل والذل والمهانة والسحق.. أرجوكم تخلّوا قليلًا عن رومانسيتكم وحسن ظنكم وتمتعوا بقليل من الدهاء والحيطة وسوء الظن والحذر وحب الحياة بدلًا من حب الموت.. لأن فى موتكم موتًا طويييييييييييلًا جدًا لمصر، احذروا الفخ المميت.. لا تساقوا إلى المذبحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق