الاثنين، 7 مايو 2012

يا أيها العسكر.. أفرجوا عن المعتقلين




















ما جرى فى أحداث العباسية من اعتقالات لمتظاهرين سلميين يؤكد العشوائية والفشل الذريع لجنرالات معاشات المجلس العسكرى فى تعاملهم مع الواقع السياسى الجديد بعد الثورة التى أطاحت بالديكتاتور المستبد حسنى مبارك.. فما زالت نفس الآليات التى كان يستخدمها النظام المخلوع هى نفسها التى يستخدمها المجلس العسكرى، فالقبض يتم عشوائيا، وليست هناك أى معلومات عن العدد الحقيقى للمعتقلين، وتجرى التحقيقات بشكل غريب، ويصل الأمر إلى أن يصدر قرار فى ساعات قليلة، بحبس ما يقرب من 300 من المتظاهرين المعتقلين، لمدة 15 يوما، وهى ساعات لا تكفى لأن يذكر كل واحد فيهم اسمه، ومع هذا يصدر القرار بالحبس! مع توجيه اتهامات من قَبيل الاعتداء على قوات التأمين لوزارة الدفاع من قوات الجيش ومحاولة اقتحام وزارة الدفاع، ويعتمدون فى تلك الاتهامات على أفلام مصوّرة.. ونفس الأفلام تبين أيضا اعتداءات قوات الجيش على المتظاهرين.
إنهم يستمرون فى الفشل وإدارته باستمرارهم فى اعتقال المتظاهرين السلميين، ولعله غريب أن يتمسكوا الآن بموقفهم من أحداث العباسية والقبض العشوائى على المتظاهرين فى نفس الوقت الذى لم يقتربوا فيه من البلطجية الذين اعتدوا على المتظاهرين فى العباسية ومحيط وزارة الدفاع وأمام أعين جنود التأمين للوزارة وكاميرات الوزارة، والأفلام المصوّرة لدى الوزارة «التى لا تظهر أبدا فى أىٍّ من تحقيقات قتل الثوار، وهم الذين كانوا يصوّرون كل شىء» فأين هم البلطجية الذين سقط على أيديهم 11 شهيدا غير عشرات المصابين على مدار الأسبوع الماضى؟ لقد كان كل ما جرى فى العباسية يوم الجمعة رد فعل على رعاية «العسكرى» لمجزرة العباسية، ومع هذا فإن أصحاب الفعل الأصليين مطلقو السراح.
ولعلنا نذكِّر المجلس العسكرى بما فعله خلال إدارته الفترة الانتقالية من قتل الثوار بالمشاركة والرعاية مع البلطجية المعروفين بالاسم لديهم ولدى الأجهزة الأمنية التى ما زالت فى حالة انفلات أمنى مع الشعب لصالح البلطجة والفوضى، واستمرارا لسياسة ترويع وتخويف الشعب التى كان يمارسها نظام مبارك المخلوع وعصابته ضد المواطنين.. فهناك المدرعة التى دهست المتظاهرين السلميين أمام ماسبيرو، وهناك صور وأفلام تحدد المعتدى، وهناك أيضا الشهداء الذين سقطوا فى أحداث «محمد محمود» بفعل الغاز والرصاص المطاطى والخرطوش والحى، وجرى ذلك برعاية «العسكرى» وبتحريض من جنرالاته، وهناك أيضا الشهداء الذين سقطوا أمام مجلس الوزراء وشارع قصر العينى، ومنهم الشيخ عماد عفت.. وكان ذلك بمشاركة من عناصر قوات تأمين الجيش لمجلس الوزراء ومجلس الشعب.
وهناك أيضا أحداث الانتهاكات التى مارسها جنود وضباط من الجيش فى ميدان التحرير وقاموا بتعرية الفتيات وشدهن من شعورهن وإهانتهن.. وكانت فضيحة لهم على الهواء شاهدها العالم كله! وتوجد لكل هذه الأحداث أفلام مصوّرة يمكن من خلالها تحدى من قام بتلك الجرائم ومن كان محرِّضا عليها.. لكن «العسكرى» وقضاءه صمتوا تماما ليظل دم الشهداء فى تلك الأحداث فى رقابهم، وسيأتى اليوم الذى سيحاسبون فيه. لم يدرك جنرالات معاشات المجلس العسكرى أن الشعب قام بثورة ضد القهر والظلم وضد ديكتاتور مستبد فاسد واستطاع أن يخلعه، وقام الشعب بثورته من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية لكن جنرالات معاشات المجلس العسكرى ما زالوا يعيشون فى عهد مبارك، فلا حرية ولا عدالة ولا كرامة.
يا أيها الذين فى المجلس العسكرى.. أفرجوا عن معتقلى العباسية، بل وكل المعتقلين الذين تحتجزونهم، فالشعب سيظل على مطالبه فى الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق