السبت، 22 أكتوبر 2011


معرفتى باللواء العصار تعود لما قبل الثورة، بالطبع لا أعرفه شخصيا ولم أقابله فى حياتى، لكننى قابلته فى وثائق «ويكيليكس»، وشعرت بالفخر الشديد بسبب ما سجل فى إحدى الوثائق وعدته عليكم مرارا وتكرارا من كتر ما أنا مش مصدقة أن هناك مصريا، ومسؤولا، وفى عهد مبارك، يمكنه أن يتحدى الأمريكيين، أحكيها لكم تانى؟ حين ضرب على الطاولة أمام الأمريكيين وقال ما معناه: «يوووو بقى أنتو كل شوية حتذلونا بالمعونة عشان نغير عقيدة الجيش؟ مافيش عقيدة حتتغير ومعونتكم خدوها واتكلوا على الله من هنا»، فما كان من الأمريكيين إلا أن ردوا بما معناه: «الله يا سيادة الجنرال.. الكلام أخد وعطا، يعنى مش كده». فأنا فرحت ساعتها بقى، خصوصا بعد مطالعتى للذكر المخزى لعمر سليمان فى الوثائق، والعار الذى جلبه علينا بسبب تعاونه غير المشروط مع إسرائيل.. هيييه، عمر سليمان، هو فين؟ ولم أكن وحدى التى فرحت بالوثيقة، فقد تناقلت وسائل الإعلام العربية ترجمة هذه الوثيقة، خصوصا «الجزيرة» و«العربية»، بسعادة غامرة: «اسكتوا اسكتوا.. مش فيه جنرال مصرى مسح بالأمريكان أسفلت الشارع وخلاهم ما يسووش تلاتة نكلة؟».
وزاد حبى للواء العصار حين صرح بعد الثورة قائلا: الثورة دى اللى عملها ربنا.
الحمد لله.. يعنى لم يقم بالثورة أجندات، ولا عملاء، ولا براذر موسليمهود، ولا حماس، ولا حزب الله، ولا الماسونية العالمية، ولا الصهيونية الإمبريالية، ولا صربيا، ولا تايلاند، ولا سرس الليان، كما أنها ليست «تمثيلية» كما قال اللواء الروينى.. ها هو أحد أهم أعضاء المجلس العسكرى يؤكد أن من قام بالثورة هو الله، فليتك سيادة اللواء تبلغ عمر سليمان والروينى والتحريات العسكرية اللى أنتو طالقينهم علينا فى الشوارع والإنترنت بهذه الحقيقة.
ظهر اللواء العصار مع اللواء محمود حجازى فى لقاء ببرنامج «العاشرة مساء»، وأدار الحوار الأستاذ إبراهيم عيسى والإعلامية منى الشاذلى. طرحت أسئلة كثيرة، ولم يرق مستوى ذكائى لاستيعاب الإجابات. خير اللهم اجعله خير، كان فيه فول سودانى، وعجلة، ومسؤوليات على الشعب، والشرطة منهارة وعندها تبول لا إرادى، إكمن الشعب طلع لها بالليل، والمتظاهر له حق فى التظاهر لكن يجب أن لا يعتدى على حق عدم المتظاهر فى عدم التظاهر! وشرعت فى البكاء وأنا أتمتم: مش فاهمة حاجة. حتى انتشلنى اللواء العصار بجملة قاطعة واضحة فاصلة: سوف نسلم السلطة إلى جهة مدنية منتخبة، وأطالب الشباب الذى شارك فى الثورة بالانخراط فى العمل السياسى.
يااااه.. الحمد لله، مفهومة دى. اللواء العصار قالها صراحة، إن المجلس العسكرى لا يرغب فى التمسك بالسلطة، ويريد ممن شارك فى الثورة أن ينخرط. طيب يا سيادة اللواء، سوف أصدقك لأنك أنت اللى باحبك فيهم. لكن هناك بعض المسائل المعقدة التى تشكل علامة استفهام فى عقلى المحدود.
على سبيل المثال لا الحصر، لو أن المجلس العسكرى يتعامل مع هذه الفترة بوصفها انتقالية لا انتقامية، فلم يحاكم المدنيين عسكريا؟ لو أن المجلس العسكرى لا يرغب فى المكوث فى السلطة، فلماذا صرح اللواء ممدوح شاهين برغبة القوات المسلحة فى «حمايتها من الرئيس القادم»، كأننا حننتخب أبو رجل مسلوخة؟ لو أن المجلس العسكرى يتعامل بوصفه ضيفا على السلطة حياخد واجبه ويمشى، فلماذا يداهم القنوات الفضائية، ويكمم الأفواه، ويغلق مكتب «الجزيرة»، ويضغط على يسرى فودة كى لا يستضيف علاء الأسوانى وبلال فضل وإبراهيم عيسى، ويقتحم قناة «الحرة» ليعيدها إلينا بتقرير زائف يزور حقيقة ما حدث فى ماسبيرو، ويقتحم قناة «25»؟ لو أن المجلس العسكرى يريد من شباب الثورة الانخراط فى الحياة السياسية، فلماذا يشوههم ويتهمهم بالعمالة لجهات أجنبية، ويستدعيهم يوم آه ويوم لأ إلى «س28»؟ لماذا يحارب المجلس الناس فى أرزاقهم ويربط ذلك بالثورة وكأنه يعاقب الشعب على ثورته؟ لو أن المجلس العسكرى سيذهب إلى حال سبيله، فلماذا يطلق علينا مظاهرات عناصر التحريات العسكرية التى تهتف «عسكرية عسكرية، مش عايزينها مدنية»، وتضرب المتظاهرين ليشكرها المجلس فى اليوم التالى واصفا إياها بـ«المواطنين الشرفاء»؟ شرفاء طبعا.. مش بيشتغلوا فى الجيش؟ ولا يتهمنى أحد بالمبالغة فى التشكك، هم من الذكاء بما يجعلهم يجيبون عن سؤال: هو حضرتك تحريات عسكرية؟ بـ«آه». أما بالنسبة لـ«أغلبية الشعب مع القوات المسلحة»، فإننى أهيم فى الشوارع وأتحدث مع الناس، وقال لى أحد الباعة: مش عارف ليه يا مدام حاسس إنهم بيتصرفوا على إنهم قاعدين.. مش عايز أشك فيهم. وأنا أيضا لا أريد أن أشك.. لذا فأنا أنتظر إجابات مفهومة عن الأسئلة السالف سردها.. بس مفهومة والنبى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق