يوسف زيدان لـ«المرشد»: مابال إرشادك يميل عن صالح الأمة لصالح عشيرتك والأقربين - التحرير
و سئل زيدان المرشد ما بالُ إرشادُك يميلُ عن صالح الأُمّة لصالح استحكام الغُمّة ، و ينحرف عن إصلاح الحال العام إذ ينجرف لمصالح عشيرتك الأقربين و مَن والاهم من المنافقين و المؤلّفة قلوبهم ؟ لعله السهو أو النسيان أو الإمعان فى الخلاص من موروث القهر بالقهر . لكن الله هو القاهر فوق عباده ، و العبرةُ قد تغيث الذى يعتبر . فلا تعتدّ بالعند ، حاشاك ، فقد رأينا عاقبة السابقين ممن عتوا و ظلموا ، فكان عتوّهم عتهٌ ، و ظُلمهم ظُلمةٌ فى دنيانا ، و ذلّة . . و لهم فى الآخرة العذابُ المُهين .
أم تراك مؤيّداً بالملكوت الأعلى ، فلا يأتيك الباطلُ من بين يديك ، و لا من خلفك ؟ لو صحَّ ذلك لك ، هات برهانك كى نؤمن لك ، و نسألك أن تفجر لنا من الأرض ينبوعاً للخير ، أو تأتينا بمائدة من السماء تكون لنا عيداً بعدما انعدم عندنا الرصيدُ ، و بدا الوعيدُ ، و استخفَّ بنا القريبُ و البعيدُ .
أما علمتَ بأننا منك ، و أنت منّا ، و بنا ؟ فما بالنا قد ندمنا ، و ما بالك تنفرد بالقرار و تحتكر الأسرار . فكأن الذى كان قبلك ما كان ، و كأن سوء المسير لا يُفضى إلى بؤس المصير ، و كأن إحكام القبضة هو سبيل النهضة ؟ و كيف لك أن تغرِّد منفرداً بلحن لا يجوز غناؤه إلا بالصوت الجماعىّ ، غير المتعجّل ؟ . . يستعجلُ بها الذين لا يؤمنون بها ، و الذين آمنوا مشفقون منها ، و يعلمون أنها الحقُّ . . و لن يُجيرُنا من الله أحد !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق