إنهم يزرعون الجهل! - إبراهيم عيسى - التحرير
الآن مستوى التعليم المنحط فى مصر هو المسؤول عن تخرّج الداعية الجهول وجمهوره الأكثر جهلًا، وأسوأ ما يجرى هو منح الجهلاء هذه الدرجة من الحصانة أو الخوف من مواجهة الجهل ضعفًا أو حذرًا أو ترفُّعًا أو تأفُّفًا، وهو ما يدفع بمصر إلى مستنقع علمى، فضلًا عن أن رائحته عطنة، فإنه لا يمكن معالجة مياه هذا «الصرف الفكرى»!
الداعية والواعظ فى الغالب ظاهرة صوتية شفوية، يعتمد على جلال الصوت وقوة الحنجرة والأداء الحركى والتعبيرى، ويخاطب العوام وغير المتبحرين فى العلم أو حتى التعليم، جمهوره من البسطاء فى الثقافة الدينية مهما بلغت درجة تعليمهم ومهما وصلت درجة ثرائهم أو فقرهم، الداعية لم يكتب حرفًا فى الغالب على ورقة ولم يصدر كتابًا ولا مؤلفًا يجمع أفكارًا ورؤى، ولم يقدِّم منهجًا جديدًا فى الفهم ولا دراسات معمّقة ولا قراءات متجدِّدة فى الفقه والفكر الإسلامى، بل هو وسيط صوتى وناقل شفوى وليس صاحب منهج أو منطق أو مدرسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق