لا تدعوها فإنها مستمرة! - بلال فضل - بوابة الشروق
دعك من كل ماقاله جين شارب وماقاله من قبله هوارد زن ومن كل ما يؤكد عليه كل علماء السياسة والإجتماع من أنه لا يمكن لحاكم أن ينجح دون أن يكون هناك أكبر قدر من التوافق على شرعية بقائه حتى وإن كان هناك خلاف حاد حول سياساته، دعك حتى من كل أسئلتك عما سيحدث يوم 25 أو 26 في أي شهر من أي عام، حاول أن تتأمل الواقع من حولك بعين الأمل، حاول أن تحتفي بكل تفاصيل التغيير التي حققتها الثورة: كسر هيبة الفرعون ومؤسساته الفرعونية، قوة الشارع التي يجسدها ذلك الشعار الساحر «خافي مننا ياحكومة»، تواصل إنكشاف المتاجرين بالشعارات الدينية، تزايد الوعي السياسي بشكل يجتذب إلى العمل السياسي بشقيه المنظم والفوضوي المزيد من المصريين كل يوم. حاول أن تتذكر أن أجيالا كثيرة عاشت وماتت وهي تحلم برؤية مجرد بشائر لهذه الإنجازات، حاول أن تكون يدا تدفع عجلة الثورة بدلا من أن تكون مسمارا في طريقها أو حملا زائدا يكبس على أنفاسها.
هذه ليست محاولة لنشر التفاؤل المفرط، ولا لهجاء الحذر اللازم، بل مجرد محاولة للإنتصار لثورة يحكم البعض من حرقة قلبه المحب لها بأنها فشلت، بينما هي لم تفشل لأنها ببساطة لازالت مستمرة، فلا أملي سيجددها ولا إحباطه سيوقفها، بل وحده زوال أسبابها من أرض الواقع هو ما سيحدد إستمرارها من عدمه. أقول قولي هذا ثم أبتهل داعيا: «اللهم عليك بالكائنات البيضو إحباطية، أما الإخوان والسلفيون فالواقع كفيل بكسر غرورهم».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق