الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012


وكان صحفى أمريكى قد حكى لى أن صحيفته حاولت خلال الحملة الانتخابية الرئاسية فى مصر الحصول على تفاصيل حياة مرسى فى أمريكا وعلاقاته وصداقاته الجامعية هناك، وكانوا يتطلعون لفهم طبيعة الرئيس الجديد من معارفه الأمريكان، فإذا بالصحيفة تكتشف أن الرئيس كأنه لم يكن هناك، فالطالب المتزوج محمد مرسى لم يكن لديه أى معارف أو أصدقاء أو علاقات داخل الجامعة أو خارجها، ولا يملك أحد فى الحرم الجامعى ذكريات من أى نوع مع مرسى ولا يحتفظ أى شخص بأى ذكرى أو موقف معه، لا سلبى ولا إيجابى. عموما فى مصر لا يسافر طالب بعثة رسمية للحصول على الماجستير أو الدكتوراه من أمريكا أو كندا أو إنجلترا وغيرها إلا لو وافق أمن الدولة وحرس الجامعة على سفره (أساسا تقرير الأمن كان -ولعله لا يزال- شرط التعيين فى الكلية معيدا). الأمن لا يسمح بسفر طالب مشاغب سياسيًّا أو غير مسالم سياسيًّا، فضلا عن تفضيل سفر أبناء الأساتذة أو المتعاونين مع الأمن فى المقام الأول، ثم يفلت عدد كبير من شبابنا الوطنى الرائع ويسافر فى بعثة على نفقة الدولة، لكنه فى الغالب ورغم وطنيته بالقطع لا يتكلم فى السياسة وبالتبعية فى المعارضة ويمكث فترة إقامته فى الخارج، مبتعدا عن أى نشاط سياسى أو حتى نشاط فكرى، متحاشيا الظهور فى أى تجمعات سياسية طلابية حتى لو كانت منددة بإسرائيل ومؤيدة للشعب العربى أو الفلسطينى، فإذا أضفت إلى هذا أن محمد مرسى كان طالبا إخوانيا، وهو ما يجعلنا نسأل عن سماحة أمن الدولة الذى لم يمنعه من السفر وقتها، بل ولم يمنعه من التعيين فى الجامعة، وتضيف إلى تخوف المبعوث المصرى العادى من التفاعل مع الحياة الأمريكية تخوفا آخر عند المبعوث مرسى على بعثته وعلى جماعته، سندرك لماذا ظهر رئيسنا أيامها وكأنه لم يكن فى أمريكا!
هذه كانت طبيعته هناك، يضيق عالمه فى المجتمع الغربى على شخصه وأسرته فى بيتهم وفقط، من البيت إلى الجامعة ومن الجامعة إلى البيت، لا تواصُل مع المجتمع والحضارة ولا تلاقى أو حوار ولا تفاعل ولا فعل من أى نوع، معارفه هناك هم المصريون الإخوان الذين يلتقى معهم فى اجتماعات تنظيمية أو عائلية، فى الجامع أو فى السوبر ماركت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق