الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

‎ديمقراطية المانيفاتورة - التحرير

‎ديمقراطية المانيفاتورة - التحرير

لا تنتظروا من المرسى شيئًا.
إنه لا يعرف فى مصر إلا قبيلته، هو مخلص لها إخلاصًا لا تسعفه قدرات أخرى على تجاوزه.
هو رئيس ومنتخب، وقبيلته تحب هذا الوصف، فهى تسعى إلى السلطة وهذا حقها، وتجند كل طاقتها لتتحول إلى «الخبرة الانتخابية الأولى» فى العالم، وهذا أيضًا حقها، لكنها لا شىء غير ذلك.. لا كفاءات ولا مشاريع ولا قيم كبيرة تقيم عليها هذه السلطة أو تجعل من الانتخاب شيئًا أكبر من بيع وشراء الأصوات.
لا تنتظروا منه شيئًا، لأنه لا يملك غير هذه القدرة على أن يتكلم كثيرًا دون أن يقول شيئا، وأن يوعد كثيرا دون أن يعنى ذلك أبعد من موضوعات إنشاء بليدة.. ولا يرى ولا يسمع إلا ما تسمح به تربيته فى قبيلة لم تعد تُعلِّم أبناءها إلا التجارة.. على طريقة «نشترى.. ونبيع كل شىء».
والمدهش أن هذه القبيلة تريد إقناع الجميع بأن التجارة هى السياسة.. ولا تدرك أن هناك من سيكتشف، إما بالوعى وإما بالتجربة الواقعية أن البيع والشراء ليس كل شىء فى السياسة.. وأن هذا الاختصار المريع هو نوع من التجارة الرخيصة التى تبيع البضاعة الصينية على أنها بضاعة حقيقية وأصلية.
ولهذا فإنهم يعيدون نظام مبارك فى غلاف جديد، لم يجتهدوا حتى فى صنعه، ولا تدرك عقليتهم التجارية أنهم برِهانهم على المكسب القريب، يدمرون السوق كلها أو البلد الذى يعيش على مشاعر الخطر كل لحظة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق