الاثنين، 22 أكتوبر 2012


بلغنى أيها الشعب المحترم.. الذى على نفسه فجأه قد انقسم.. أنه بينما مخطط «فرق تسد» ماشى زى الفل.. والكل خلاص بقى قافش على الكل.. تصاعدت فعاليات تلك اللعبه النفسيه.. التى تنص على جعل كل طائفه من طوائف الشعب تقفش على الطائفه التانيه.. ليصبح كل جار قلقان من جاره.. ويزهق المجتمع من ثورته ومن ثواره.. وتبدأ الأمور تعود إلى سابق عهدها.. المعارض بيعارض والمطبلاتى بيطبلِّها.. لنكتشف أن كل ما حدث مجرد إستبدال أسماء.. بينما الناس همه نفس الناس والداء هو نفس الداء!
فكما أن البرتقان إما سكرى وإما بسره.. فإن البشر أيضاً إما أحرار بالسليقه وإما عبيد بالفطرة.. فأما الأحرار فهم هؤلاء الذين يرفضون أن يشتغلهم أحد أو يكذب عليهم.. أو يحاول شقلبة الحقائق أمام أعينهم.. وأما العبيد فهم هؤلاء الذين تجرى الإهانه فى دمهم.. ولو لم يهنهم أحد فإنهم جاهزين لإهانة نفسهم.. تراهم من فرط اللزوجه ملزقين.. ومستعدين دوماً لبوس الإيدين.. وفيما يخص التطبيل ما يتوصوش.. مصداقاً للمثل الشعبى.. اللى فيه داء ما بيبطلوش!
و هكذا تم تعميم الشعب واللى يتشددله.. وباعوله الثوره الكندوز على إنها بتلو.. بعد أن إستغلوا طيبة قلبه وسلامة نيته.. وخروجه دفاعاً عن كرامته ومستقبله وحريته.. فلما أخبرهم بأن الثوره اللى خدها منهم طلعت كندوز.. وأن هذا لا يجوز.. أخبروه بمنتهى الفتونه.. «والله دا اللى عندنا».. إنصرف الشعب من محل الجزاره.. وهو يغنى أغنية «خساره».. محاولاً الوصول إلى سبب منطقى للى بيعملوه.. ولما لم يجد توقف عن غناء «خساره» وبدأ يغنى «ظلموه»!
و هكذا.. أصبحت الهرتلة.. هى شعار المرحلة.. وسيطرت السماجة.. على كل حاجة.. وكل شيءٍ إنكشفن وبان.. وظهرت حقيقة الإخوان.. وأثبتت التجربة العملية على أرض الواقع.. أن قميص مصر طلع عليهم واسع.. حيث أنهم بعد أن نظروا.. إلى التيكيت اللى فى ضهره.. إكتشفوا أنه «إكس إكس لارج» بينما مقاسهم هو «سمُول».. وبدلاً من البحث عن قميص على مقاسهم بدلوا التيكيت معتبرين أن هذا هو الحل المعقول.. للحصول على القميص اللى نفسهم فيه من زمان.. من منطلق أنه «لهذا خلق الله الناس اللى بيأيفوا القمصان»!
و للإمعان فى التهييس.. تم بالفعل إرسال القميص.. إلى «رفّا التأسيسية».. لتأييف القميص وتحويله إلى جلابية.. وحتى لا تشعر الجموع بأن الجلابية على البلد مش راكبة.. تفتق ذهنهم عن إرسال البلد هى كمان إلى الرفا لتأييفها وتحويلها إلى عزبة.. مما دفع الشعب إلى الإستيقاظ.. والشعور بأنه إنكسر جوانا شيء وباظ.. وخرجت الجموع.. تهتف فى صوت مسموع.. «عيش.. حرية.. إسقاط الجلابية.. إحنا ما اتفقناش على كده.. اتفاقنا كان حاجة تانية».. وبدأت عقدة الشعور بالإضطهاد.. تقود البلاد.. ولم يعد الناس بحاجة إلى رئيس على كرسى.. بقدر احتياجهم إلى طبيب نفسى!
حتى استيقظ الناس ذات يوم وهم فى غاية البرجلة.. بعد اكتشافهم تلك الحقيقة المذهلة.. التى تنص على أن قائد مذبحة قانا الشهيرة طلع قائد عظيم وكمان صديق وفى.. ياطيور النهضة طيرى فوقينا ورفرفى.. ولما تعجب الناس واستنكروا وقالوا «لأ.. مش معقول».. أخبروهم بأنه «يا جماعة كبروا مخكم.. دا مجرد بروتوكول».. وهو ما حدا بالناس إلى الرجوع إلى أمثال زمان.. والتأكد من أنه الدنيا فعلاً خدعة والمتغطى بيها «عريان».. وأنه لا جدوى من استمرار البنى آدم فى خداع نفسه حيث أنه سوف يواجه الحقيقة فى الآخر.. وسوف يتأكد بنفسه من أنه ما يقع إلا «الشاطر»!
وبينما «شعب زاد» مسترسلة فى المُقامة.. قررت فتح الراديو بشكل مفاجىء بحثاً عن أى علامة.. تستطيع من خلالها أن تفهم الحالة.. فوجدت أغنية سعاد حسنى شغالة.. الدنيا ربيع والجو «بديع».. قفللى على كل المواضيع.. قفل قفل قفل…
وفجأة – بينما الأغنية شغالة – حدثت حاجة غريبة.. اتسطلت شعب زاد من فرط هرتلة العلامة وسقطت كالزكيبة.. ونامت وانتوا طبعاً عارفين.. الصوت اللى بيعملوه النايمين.. خخخخخخخخخخخخخ !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق