الأحد، 9 سبتمبر 2012

فإذا انتهج البعض ممن تتاح له الفرصة للوصول إلى السلطة بأى طريقة بعد الثورة، منهج استبدال الأشخاص بآخرين، دون تغيير قواعد عمل النظام فإن هذا يعنى استمرار النظام القديم بقواعده، وأن استبدال الوجوه معناه استنساخ القديم دون طرح جديد، الأمر الذى يؤكد الحفاظ على الأوضاع القائمة دون تغييرها، وكأن الثورة لم تقم، أو تندلع، وتذهب تضحيات الشعب هباء ومعها أرواح الشهداء.. طيب الله ثراهم وأسكنهم الجنة خالدين فيها، الذين رووا بدمائهم حديقة الحرية، ومن ثم فإن معيار الحكم عما يحدث، هو فى اتساقه مع التغيير الثورى أم لا. وقد قلت وصرحت من قبل أن يشكل د.مرسى الحكومة أو يختار رئيسها أولا. إن طريقة الاختيار ستنحصر فى الإتيان بغير الكفاءات، والاستعانة بقيادات إخوانية -بلا خبرة إدارية سابقة اللهم فى مكتب الإرشاد أو شورى الإخوان أو إدارة المقرات الإخوانية أو رعاية شؤون الجماعة- ثم إتاحة الفرصة لعدد من القيادات السلفية لاحتوائهم وضمان مناصرتهم ضد الآخرين عند أى منافسة، والبعض من قيادات الجماعات الإسلامية كمحاولة للسيطرة عليهم لتكوين ما يمكن تسميته «تجمع تيارات الإسلام السياسى»، ثم الاستعانة ببعض الشخصيات المؤيدة للإخوان والأنصار دون الاستعانة ولو بشخص واحد معارض حقيقى، بل المعارضة الودودة المستأنسة التى كانت تلعب نفس الدور فى عهد حسنى مبارك المخلوع، ولا بأس من الاستعانة ببعض قيادات الحزب الوطنى المنحل المسؤول عن خراب البلاد، وفى مصالحة معه بصورة مريبة وبعضهم ممن عادوا الثورة وهاجموها علنًا، والاستعانة ببعض رجال الأعمال وأصحاب الأعمال الخاصة فى التشكيلات الحكومية وغيرها، وينطبق ذلك على أول تشكيل للحكومة برئاسة د.هشام قنديل، عديم الخبرة، اللهم إن كان مديرًا لمكتب وزير رى الحزب الوطنى سابقا د.محمود أبو زيد، وأعضاء حكومته، كما ينطبق ذلك على آخر تشكيل للمحافظين، حيث تم تعديل واستبدال أشخاص بآخرين بنفس القواعد القديمة التى أشرت إليها «6 من قيادات الإخوان أبرزهم اثنان من مكتب الإرشاد سعد الحسينى، ومحمد بشر. الأول مقاول خاص فى المحلة الكبرى «رجل أعمال»، والثانى أستاذ جامعى، والآخرون شخصيات إخوانية «طبيب أمراض نساء فى المنيا وغيره»، ثم ثلاثة أشخاص من رجال القوات المسلحة، ثم شخص من قضاء مجلس الدولة صاحب الأحكام الداعمة للإخوان، والملاحظ أن ذات قواعد الاختيار فى نظام مبارك هى ذات قواعد اختيار د.مرسى، وبالتالى لم تتغير القواعد، الأمر الذى يؤكد استمرار نظام مبارك باستنساخ جديد مع استبدال رجال الإخوان المسلمين برجال الحزب الوطنى!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق