رجل الـ«طظ» - التحرير
مهدى عاكف هو ابن الازدواج بين جماعة دعوة (بكل ما فيها من احترام للقداسة وتصوُّّر أنهم يمتلكون حقيقة مطلقة، وتراتب فى جهاز الجماعة يشبه الكهنوت الدينى) وبين الحزب السياسى (أى مدنى.. يقبل بتداول السلطة، ونسبية الأفكار، وقابليتها للتغيير).
لم يبتعد عاكف عندما كان مرشدا عن طلب السمع والطاعة. يقبل أن يجلس على مقعد مثل البطاركة، ويمرّ الأعضاء يقبِّلون يده (من أجل البركة أو إعلان للطاعة أو رمز لاحترام لا يحدث إلا فى ثقافة ريفية ترفع من درجة احترام الصغير للكبير إلى حد الخضوع التام له).
هو المخلص للقبيلة الكاشف أسرارها بدون قصد.. فلتات لسانه هى الوعى المخفىّ تحت اللسان المحترف، هو رجل يرى السيادة لقبيلته، لأنها الإسلام ويطلب من الجميع السمع والطاعة، لأن هذه طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم كما يرونها، وهذا ما جعله يقول إنه ليس ضد مبارك ويتمنى مقابلته، ويقول الآن إن الإخوان هم من صنعوا الثورة.. وطظ فى من يرفضون حكمهم الذى هو فى رأيه حكم الإسلام.. ولا عزاء للسان المزدوج المضبوط على الموجة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق