لماذا تستهلكوننا فى حوارات لا أحد فيها برىء براءة كاملة؟ لا الإخوان ولا العسكر ولا القضاء ولا النخبة، مَن فيكم لم يقع فى المحظور مرة واثنتين وثلاثا خلال السنة ونصف السنة الماضيتين؟ هل تحبون أن أذكركم؟ من المستحيل أن تكونوا قد نسيتم أصلا وإلا تبقى «بتستعمانى يا هرم».
أما الشرعية فقد تولى كل منكم إدارة شوط فى مباراة «المرمطة»، قانون الانتخابات المعيوب والذى تعرفون أنه معيوب وقبلتم العمل به طمعًا فى عدد مقاعد أكثر، المغالبة ثم المغالبة، تهريب المتهمين الأمريكيين، اغتصاب صلاحيات رئيس جمهورية، نفى الآخر أيًّا كان.
دا إنتو واكلين شاربين قاتلين قاسمين البلد مع بعض، ما ذنب الشعب تهلكونه فى صراع على السلطة، لماذا تقودوننا بالوقت إلى مصير جمهوريات الموز؟ لماذا تنصِّب كل جهة نفسها وصية مرة على الدين ومرة على الشرعية ومرة على أحكام القضاء ومرة على إرادة الشعب، لماذا تمنحوننا إحساسا لا يفتر بأن البلد دى مالهاش كبير وأنه لا دولة ولا قائد حقيقيا ولا ضمير وطنيا ولا مرجعية واضحة لها كلمة تفصل بين المتعاركين؟
صراع الشرعية والسلطة والأحكام صراع موظفين من كهنة المعبد القديم وقانونيين يقدمون أرخص عروض الاستربتيز كل يوم وعسكر لا يريدون أن يتركونا فى حالنا لنبدأ حياتنا كما يجب وإخوان ينكلون بالمعارضين تنكيلا يصل إلى الضرب ونخبة مرتبكة يشغلها تبرير مواقفها أكثر من أى شىء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق