الأربعاء، 11 يوليو 2012

عاطف عواد يكتب: الــتـنــظــيــم الــســري يــهــدد مــصــر

·يخطئ من يظن أنها معركة حامية الوطيس بين أنصار الدولة المدنية ودعاة الدولة الدينية، وحقيقة الأمر أن أغلبنا وقود لمعركة بقاء دولة الظلم والطغيان بأمنها ومخابراتها، بقدها وقديدها، بعسكرها وعصاباتها، بمنتفعيها وأشباه رجالها، وكلها أسلحة جرثومية أشبه بالجمرة الخبيثة المحرمة دولياً.

 ·يخطي من يظن أننا تنكبنا الطريق حينما انحزنا إلى اختبار الانتخابات أولاً على حساب وضع دستور بلاد نبني عليه شكل الدولة وكيفية إدارتها وبناء مؤسساتها من جديد، وما نعانيه الآن من عدم استقرار البلاد ما هو إلا نتيجة طبيعية لخطأ الانتخابات أولاً تبعه أخطاء عدة.

 ·يخطئ من يظن أننا انتخبنا برلماناً بعرقيته (الشورى والشعب) ثم انتخبنا رئيساً قدم له المجلس العسكري التحية وقام بتسليم السلطة له وجاري نقل باقي الصلاحيات.

 ·يخطئ من يظن أننا سنعمل في هدوء لوضع أول دستور للبلاد بعد ثورة عظيمة شهد لها القاصي والداني.


الصحيح أيها القارئ العزيز أننا بالفعل في مواجهة بين دولة الظلم والقهر، ودولة القانون المؤسسات المنتخبة، ولو وضعنا ألف دستور أولاً ما كان لهذه الدولة التي يحلو للبعض أن يسميها الدولة الغميعة وأضر على تسميته دولة الظلم والطغيان - ما كان لأنصار هذه الدولة و منتفعيها ومراكز القوى فيها أن يسلموا لنا ببساطة ويعلنوا الهزيمة إنهم ما زالوا يمتلكون أسلحة جرثومية يشنون بها حرب قذرة على استقرار      وأمن البلاد.

وللأسف الشديد نرى بعض أنصار الدولة المدنية من سياسيين وكتاب وإعلاميين قد استدركوا لهذه الحرب وليكونوا أحد أدوات الصراع ظناً منهم أنهم في مواجهة من أنصار الدولة الدينية والتي نرفضها جميعاً، والبعض منهم يصفي حساباته مع جماعة الإخوان العدو التاريخي لهم، والبعض الآخر يخشى على الدولة من السقوط في براثن الحكم الكهنوتي وديمقراطية المرة الواحدة، ناهيك عن خوف بعض رجال الأعمال وقطاعات السياحة والبنوك. وتلك تخوفات مشروعة كان ينبغي على أصحابها الجلوس والتفكير في الحفاظ على مكتسبات الثورة لا الانحياز إلى أنصار دولة الظلم والطغيان تلك الدولة التي اكتشفنا مؤخراً أن كل قطاع فيها يمتلك جهاز سري وفريق من البلطجية والمجرمين يعملوا لحسابه الخاص وتصورنا في بداية الثورة أنه تنظيم البلطجية هو تنظيم واحد تم تجويعه سنوات وأطلقوهم علينا كالأسود في موقعة الجمل ليقضوا على ثورتنا.

ولكن الأمر بدأ يتكشف أن التنظيم السري يمتلك مثل قطاع في الدولة جزء منه ويعمل لحسابه الخاص ويغير ترتيب مع باقي القطاعات، فالمخابرات تمتلك جزء، وأمن الدولة يمتلك جزء، ورجال الأعمال الذين قفزوا على السلطة في عهد مبارك كانوا وما زالوا يمتلكون الجزء الأكبر ومن عجب أن وزارة الداخلية التي رأينا منها الكثير من الإهانة والذل على مدار سنوات اتضح أنها لا تتحكم سوى في الجزء الأصغر من هذا التنظيم السري، ولذا لا تتعجب إذا قال لك وزير الداخلية أننا ليس لدينا قناصة أو أننا لم نستعمل الخرطوش، لا تتعجب أيضاً إذا تبرأ المجلس العسكري من أحداث محمد محمود أو مجلس الوزراء.

إن أجنحة التنظيم السري لدولة الظلم والطغيان يعمل بكامل كفاءته إلى الآن لكنه أيضاً يعمل كل على حدا وبغير تنسيق، ولكن الجميع متفقون على هدف واحد هو القضاء على ثورة مصر عن طريق بث الرعب بين المواطنين وبكافة الوسائل دون سقف أو قيود. والدماء التي تسيل كل يوم لا تعني لهؤلاء الكثير، فالحاكم العربي في زماننا لا يعنيه أن يقتل نصف شعبه ليحكم النصف الآخر بالحديد والنار مستخدماً هذه الكلاب المسعورة التي صنعها على عينه وأطلق لها العنان تعيث في الأرض فساداً, فقد جوعها من كل شئ سوى البانجو والمخدرات بأنواعها، إننا أمام تنظيم سري يقتات على ترويع الناس وإرهابهم.

يتعين علينا جميعاً أن نعي حجم المؤامرة على ثورة مصر من الداخل الخارج، ولكن خطر الداخل أعظم وخطر التنظيم السري من البلطجية والمجرمين و الشبيحة، والبلطجية وقطاع الطرق بجميع اللهجات تحتاج إلى اصطفاف حقيقي وتعاون بين شباب الثورة 6 أبريل و جميع الائتلافات مع حملات المرشحين حازمون وفاتحون وغيرهم، تعاون بين تنظيم مصر الإخوان المسلمون والأحزاب الوسطية الوطنية، تعاون بين الشخصيات المستقلة والمحترمة، تعاون بين جميع فئات الشعب، تعاون بين أجهزة الإعلام الصادقة ومواقع كلنا خالد سعيد إلى أن نصل جميعاً إلى موقع كلنا مصريون.

مطلوب مواجهة تنظيم سري لأحد سوى الله يعلم من أين بدأ وأين ينتهي مطلوب مواجهة تنظيم جاهل عربيد لا يجيد سوى القتل ولا يعرف ضمير ولا وطن، مطلوب استحضار الصورة الصحيحة للمواجهة بين دولة الحريات ودولة الظلم والطغيان.


هناك تعليق واحد:

  1. تحياتى وتقديرى الى الاستاذ عاطف عواد على هذا المقال الاكثر من رائع

    ردحذف