1- إذا قرر الرئيس أن يتنحى فلا تمنحوه فرصة أن يختار مَن يخلفه، لأنه حسب قوانين الطبيعة البشرية سيختار من بين رجاله «اللى يقدر يغطّى عليه»، لن يختار من هو كفء للمنصب، لأنه يختار الذين حوله دائما بحيث يبدو هو أكثرهم كفاءة.
2- لا بد من اختيار شخص يمثل الثورة ولا أقول زعيما لها، إذا ارتبطت الثورة باسم شخص بعينه سيكون عمرها قصيرا متى رحل هذا الشخص أو فسد أو تعرض لاغتيال معنوى، لا بد من الاتفاق على شخص يمثل الثورة فى مقعد الإدارة ولو لفترة انتقالية، ما لم تفعلوا ذلك سيتطفل كثيرون على الثورة ليتحدثوا باسمها وفى وقت لاحق سيكون هؤلاء المتطفلون أحد أهم أسباب الانتكاسة.
3- خلع رئيس الجمهورية لا بد أن يتبعه بالضرورة خلع الصف الأول فى جهاز الشرطة، لأنه أفنى عمره مبرمَجًا لحماية النظام، وعادة يحدث فى أجهزة الشرطة وقوع للسستم كله إذا ما حاولت تغيير البرنامج، بينما الهارد وير نفسه معطوب.
4- إذا أعد قادة الفترة الانتقالية أى استفتاء على أى شىء.. أى شىء.. أبوس إيديكو صوّتوا بـ«لا» على ضمانتى.
5- لضمان استقرار المرحلة الانتقالية يُفضّل إلغاء كل برامج التوك شو لمدة ستة أشهر على الأقل واستخدام مذيعيها فى تحليل مباريات كرة القدم، أما محللو كرة القدم فلا بد من منعهم من الكلام الجاهل فى السياسة ويُفضَّل خلال هذه الفترة أن يقدموا برامج طهى، وبمناسبة كرة القدم يفضل عدم لعب أى مباريات فى أى مدينة ساحلية حتى يتم إقصاء النظام القديم تماما.
6- لا تغادروا الشوارع قبل تحقيق الحد الأدنى من المطالب الثورية، ولا تختاروا رئيس حكومة لمجرد أنه شارك فى الثورة.. ولكن فتشوا بين الكوادر النظيفة التى أبعدها النظام عن الصورة تماما، على واحد يصلح لهذه المهمة يكفى أن يكون وطنيا وماهرا، وإن كان هناك ترتيب واجب لعمليات الإصلاح، فالإصلاح يبدأ بكتابة الدستور، لا بد من معرفة قواعد اللعبة قبل النزول إلى أرض الملعب.
7- لا تهتفوا لأحد إلا للشعب فقط، لا تمنحوا أحدا فرصة أن يعايركم بأنه هو الذى حمى الثورة، سيخرج واحد من بينهم بعد فترة ليقف فوق سطح مبنى حكومى ليتبول على الثوار، وسيصبح قادرا بمرور الوقت على أن يبدو فى عيون البعض وكأنه هو الثورة، يمكنكم بعد نجاح الثورة والاطمئنان على مستقبلها أن تقيموا تماثيل ذهبية فى الميادين العامة لكل من ساعد الثورة وأسهم فى نجاحها وأن تخلدوه على مقاعد قلوبكم، قبل ذلك ستخلدونه -دون أن تدروا- على مقاعد الحكم.
8- احذروا فتنة القوائم السوداء وتسمية الفلول وكليبات «انظر موقف فلان قبل الثورة وبعد الثورة»، فلتكن الثورة ديانة جديدة تفتح باب الصفح أمام شركاء الوطن وتفتح باب السجن والنفى الاجتماعى أمام من أجرموا فقط. القوائم السوداء التى ستعدونها والكراهية التى ستزرعونها فى الأجواء ستصبح مثل كرة الثلج التى تكبر يوما بعد يوم حتى تصحو يوما على أحد رموز النظام القديم، وهو على بعد خطوة من كرسى الرئاسة مدعوما بقوة من تم نفيهم، فليكن فى يقينكم دائما أن الناس أعداء ما جهلوا والثورة مجهول فلتساعدوا صوت المعرفة أن يكون أعلى من صوت الترهيب.
9- يقول المثل الكولومبى «لا تثق بطفل يتحدث إليك، بينما الشيكولاتة تسيل على جانبَى فمه»، فلا تثق بمن يقول «أضمن سلامة المتظاهرين برقبتى» أو «يا واد يا مؤمن» أو «مشاركة لا مغالبة» أو «الشباب الطاهر الجميل اللى كانوا فى الثورة» أو «الأخ الفلوطة» أو «عملاء الصهيوينة» أو عن «التدريب فى صربيا» أو «إدمان الترامادول» أو «قدرة الرئيس القادم على تزغيط البط» أو من يخترع طائفة اسمها «المواطنون الشرفاء» أو «صوتك الانتخابى سيدخلك الجنة» أو «الخروج الآمن.. هذا المصطلح تحديدا بيخلّى الناس مش عايزة تخرج»، إياك والمصابين بفوبيا «الفوتوشوب» وأصحاب اقتراحات من نوعية «طيارة هليكوبتر تلقى كوبونات الهدايا على الشعب» أو «احنا نبنى هنا جدار عازل» أو «احنا نقدم كمال أجسام»، والعاملين بنظرية «لا يعبر عن وجهة نظر الحزب»، والداعى للاعتصام فى الميادين، بينما هو معتصم فى بيته، لا تبادروا بالعنف ولا تُستدرَجوا إلى مواجهات مع مواطنين وأحسِنوا اختيار من يتحدث باسم الثورة فى الميديا عموما، وليكن للثورة ميديا خاصة بها ليست مرهونة باجتهاد شخص ثورى هنا أو هناك.
10- المحاكمات ثورية، لا تتعاملوا مع من أفسد كأنه متهم فى قضية نفقة، «تويتر» و«فيسبوك» مقبرة الثورة ومهد أمن الدولة خلال هذه الفترات («تويتر» يسجن الثوار فى القوقعة ليظلوا بعدها يلطمون قائلين «عايزين ننزل الشارع عايزين ننزل الشارع»). وعود حماية المتظاهرين هى كلمة السر التى يبدأ بعدها العنف (راجع «محمد محمود» و«الجمل» فى ثورة يناير). الصفقات فيروس الثورات فطهِّروا صفوفكم أولا بأول من رواد الغرف المغلقة. أيام الثورة خُلقت ليتم فرز الجميع من أول وجديد فلا تحزن على من يسقط من نظرك واحمد الله على هذه النعمة. التنظير هو المسمار الأول فى نعش التجربة، أما الوضوح والاعتراف بالأخطاء فهو للتجربة إكسير حياة، وأرجوكم فليكن غناؤكم للثورة غناء «فرايحى» وبسيط، لأن الأغانى الحزاينى المتفلسفة المليئة بالشجن المفتعل تزرع فى الوجدان بمرور الوقت شعورا بالهزيمة. معروف طبعا إن اللى يحب السودان ما يخربّش السودان، لكن وعلى سبيل الاحتياط حاولوا أن تحتفظوا فى مكان أمين بالنسخة الأصلية من كتاب «وصف السودان».
ربنا معاكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق