الأحد، 20 مايو 2012

لماذا سأقاطع الانتخابات الرئاسية؟

سارة خورشيد

سأقاطع الانتخابات لأنها ستجرى فى اطار خارطة طريق ملتبسة، تحت اشراف لجنة انتخابات مشكوك فى نزاهتها، لانتخاب رئيس صلاحياته مجهولة، برعاية حاكم عسكرى سلطوى. رغم أن الكثيرين يدركون ذلك إلا أنهم يرفضون المقاطعة من منطلق أن المشاركة هى الخيار الواقعى فى ظل عدم وجود بدائل. فلقد جاء رد الكثيرين على المقال الداعى للمقاطعة الذى نشر بالشروق، يوم 23 ابريل، متمثلا فى سؤال: «ما هو البديل؟»

السؤال غير منطقى إن كنا نؤمن بأننا فى ثورة. إن كانت «الثورة مستمرة» فعلى مؤيديها ألا يقبلوا المشاركة فى انتخابات يتنافسون فيها مع رموز النظام الذى قامت الثورة لإسقاطه. فلو كان جائزا أن يتنافس مؤيدو الثورة مع مناهضيها فى انتخابات قبل أن تحقق الثورة أهدافها، لكان من الأولى أن نقبل بما طرحه مبارك قبل خلعه ــ لكنا انتظرنا ستة أشهر لحين انتهاء ولايته ليدخل مرشحو الثورة فى انتخابات معه أو نجله أو أى من التابعين لنظامه.

إن خيار المشاركة مع دعم المرشحين الثوريين هو خيار محفوف بالتنازلات من أجل مكاسب غير ملموسة.

من الوارد أن يفوز وزير خارجية مبارك أو رئيس وزرائه، حينئذ لن يكون الاعتراض مسموحا للثوار الذين شاركوا، فلقد وافقوا من البداية على منافسة رموز نظام مبارك والاحتكام لصناديق الاقتراع، لذا سيكون عليهم القبول بما ستفرزه الانتخابات بعد تركهم للمسار الثورى وسلكهم المسار الذى رسمه المجلس العسكرى من خلال خريطة الطريق التى وضعها.

●●●

النتيجة المرتقبة؟ رئيس صورى سيضاف إلى البرلمان الصورى الذى لم يستطع أن يحقق للبلد وشعبه فائدة تذكر؛ وتنازعات وسفسطة حول صلاحيات الرئيس.

ثم ربما أخيرا يتم وضع دستور للبلاد، ومن المحتمل أن يقلص الدستور من صلاحيات الرئيس فيعجز عن تنفيذ برنامجه الانتخابى: وقتها لن نستطع أن نحاسبه، ولن نلوم إلا أنفسنا على انجرافنا وراء وهم انتخاب رئيس وتصديق وعوده قبل معرفة حدود منصبه.

حتى ولو خول الرئيس بصلاحيات، فالأرجح أنه لن يستطيع أن يمارسها طالما خضع هو ومصر كلها للحكم العسكرى. فلا يتوقع من العسكريين أن يسمحوا لرئيس مدنى أن يعين أو يقيل وزير الدفاع، أو يخضع ميزانية القوات المسلحة للمساءلة، أو يمارس دوره فى رسم السياسة الخارجية للدولة ـ والتى تتضمن علاقات مصر بأمريكا المانحة للمعونة العسكرية لمصر.

ولا يتوقع من المجلس العسكرى أن يسلم السلطة حقا للرئيس فتسليم السلطة يعنى بالضرورة حل المجلس العسكرى أو استقالة أعضائه وإخضاع القوات المسلحة للمساءلة الشعبية والبرلمانية ــ وعهدنا بالحكام الذين تثور الشعوب على أنظمتهم أنهم لا يتخلون عن سلطاتهم وامتيازاتهم بسلاسة من تلقاء أنفسهم.

●●●

فلنتوقف عن خداع أنفسنا، ولنحذر من أن نلدغ من جحر مرتين. خدعنا عندما تركنا الميدان يوم 11 فبراير، وعندما صوتنا «على شرعية المجلس العسكرى» فى استفتاء مارس، وعندما صدقنا مسرحية محاكمات مبارك ومعاونيه وقتلة المتظاهرين الذين لم يقتص لهم بعد.

ولا يغرنا وجود انتخابات رئاسية، أو حتى مناظرات متلفزة بين المرشحين، فذلك ليس مؤشرا قاطعا على الديمقراطية، بالطبع تجرى انتخابات رئاسية ومناظرات فى الديمقراطيات الراسخة، لكن الناخبين فى تلك الدول يعلمون سلطات الرئيس وكيفية محاسبته بشكل لا ريب فيه.

لنقاطع هذه المسرحية التى ألهتنا عن استمرار الثورة، عن شهداء أحداث العباسية ومجلس الوزراء ومحمد محمود وبورسعيد، وعن وضع دستور يؤسس لديمقراطية سليمة وشاملة، لأنه لا يوجد نصف ديمقراطية.

لا يستقيم أن تقبل الثورة بخيار يتنافى مع أهدافها فقط لأن طرفا آخر، المجلس العسكرى، قرر لها ذلك ولم يعطها بديلا. الثورة تقرر ولا تستسلم لأنصاف حلول. والثوار يحكمون بشرعية الثورة ولا يدخلون فى انتخابات مع مناهضيها.

ستستمر الثورة وتنتصر وتحقق أهدافها، حينها فقط ستجرى انتخابات حقيقية على أساس سليم وليس على المسار الملتبس الذى يريد من فى السلطة أن يفرضوه علينا. نعم لمقاطعة أى انتخابات تجرى، وأى دستور يعد، تحت حكم العسكر

هناك 3 تعليقات:

  1. فكر فيما حدث مع مجلس الشعب فقد قاطعناه جميعا ومجلس الشورى وستعرف انك بهذا تترك فصيل الاسلام السياسى يتحكم بنا ويفوز

    ردحذف
    الردود
    1. صديقى العزيز الغالى الاستاذ عبده شحاته يسعدنى ويشرفنى وفخر لى ان تكون من المتابعين لمدونة اخيك الصغير وسامحنى اذا لم اتمكن من الرد سريعا او تاخرت عليك نظرا لظروف عملى الغير مستقرة

      حذف
  2. صديقى العزيز الغالى الاستاذ عبده شحاته يسعدنى ويشرفنى وفخر لى ان تكون من المتابعين لمدونة اخيك الصغير وسامحنى اذا لم اتمكن من الرد سريعا او تاخرت عليك نظرا لظروف عملى الغير مستقرة

    ردحذف